حول شكل وطرق نحويل يوم الارض من مناسبة إعتيادية لحالة نضالية مؤثرة

احياء يوم الأرض بين المعتاد والمطلوب (ملاحظات واقترحات) بقلم الاسير كميل ابو حنيش

يوم الارض
المصدر / مركز حنظلة للأسرى والمحررين

اعتدنا على احياء مناسبة يوم الأرض بطقوس احتفالية في كل عام، ثم تمضي هذه المناسبة لننتظر احياءها في العام القادم، وفي هذه المناسبة اعتدنا القول أن كل أيام الشعب الفلسطيني هي أيام للأرض، بالرغم من ما تنطوي عليه هذه العبارة من دلالات صحيحة، إلاّ أننا نظل متهّمين بالتقصير وهذا أيضأ صحيح، ونحن شعب رُغم التضحيات  التي دفعناها على مبدأ تحرير الأرض ودفاعاً عن حقنا في الوجود، ونحن نٌجابه هذا الاحتلال الاستيطاني العنصري منذ أكثر من قرن من الزمن، لا بد أن نذّكر بعضنا البعض بالتقصير، ولولا هذا التكتيك اليوم ولربما نجح الاحتلال في اخراجنا من التاريخ والجغرافيا ولا شك أن هذه المناسبة ينبغي أن تظل مقدسة ويجدر بنا إحياءها في كل عام بل وفي كل يوم ولكن من يتابع الفعاليات السنوية لإحياء المناسبة، يدرك أننا لازلنا أسرى للشعارات والتغّني الرومانسي والخطابي في الأرض في الوقت التي تنهمك فيه دولة الاحتلال من رئيس حكومتها وحتى استيطان الاحتلال المتزمتين في العمل النظامي لنهب الأرض الفلسطينية وتضييق الخناق على شعبنا، وفي كل يوم تتفاقم الأوضاع على الأرض بفعل تمدد وتغول الاستيطان، وهذا يقتضي أن يعيد حساباتنا ونطوّر من أدوات عملنا لحماية الأرض وتعزيز صمود شعبنا، ولا شك أيضاً أن هناك مواجهة يومية مع الاحتلال تبدأ بغرس الأشجار وتنتهي بالعمليات الفدائية، وبما أن كاتب هذه المقالة يقبع بالأسر منذ سنوات طويلة، فإن ما ستتضمنه هذه  المقالة ربما يكون معمولاً به، وربما يُسلّط الضوء على بعض الزوايا الي قد تكون غائبة او مغيّبة أو حتى قد تكون لا تتعدى نقاط الأنشطة الموسميّة والخجولة.


ومن هنا فإننا سنقترح في هذه المقالة مجموعة من الأنشطة والفعاليات والبرامج وهي مجرد مساهمات لإنضاج النضالات الشعبية لحماية الأرض وتطوير المسائل التي من شأنها الارتقاء بواقع الكفاح اليومي في مواجهة الاحتلال ومشاريعه الاستيطانية.


الأغوار سلة غذاء الضفة

 من يزور هذه المنطقة سيعرف عن قرب معاناة وبؤس  المزارعين وسكان مناطق الأغوار فمعظم سكان الأغوار يسكنون في البيوت الطينية والبورصات والخيام والكهوف، والسبب يكمن في رفض الاحتلال والسماح لهم  ببناء البيوت ومرافق الخدمات وذلك لضمان إبقاء الكثافة السكانية الخاصة لإجبار  الناس على مغادرة أراضيهم كما أن الاحتلال يمنع المزارعين من تطوير اراضيهم عبر مصادرة المياه اللازمة لزراعة  ويلاحق باستمرار الرعاة والمزارعين          ويمنع حفر الآبار الجوفية لإبقاء الزراعة الفلسطينية المتخلفة وتحويلها إلى عبئ وإغراق الأسواق الفلسطينية بالمنتوجات الزراعية الاسرائيلية المدعومة حكومياً وذات النوعية الجيدة والصالحة لاستهلاك وهو التي تعتبر سلة للغذاء الرئيسي بالضفة وبهذه السنوات الأخيرة دعمت وزارة الزراعة الفلسطينية والعديد من المؤسسات الأهلية الأغوار وقدمت الدعم المادي والإرشادي للمزارعين، وتطوّرت هذه المنطقة لكن الكثافة السكانية بقيت محدودة وهو ما يحدد مستقبل المنطقة ويجعلها عرضة للمطامع الاستيطانية  والأمر الذي يستدعي التحرك داخل هذه المنطقة وتعزيز صمود أهله وزيادة  الكثافة السكانية فيها ونقترح ما يلي:-

  1. تكثيف الحملات الإعلامية التي تصور هدف انتزاع حقهم من المراكز الصحية والمدارس والخدمات .     .
  2. انشاء كلية زراعية متطوّرة ومعهد للأبحاث الزراعية في هذه المنطقة.
  3. تشجيع المشاريع السياحية والترفيهية والمطاعم والفنادق.
  4. استصلاح ألاف الدونمات ومدها بوسائل الري.
  5. إقامة مزارع حيوانية كبيرة من أبقار وغنم ومواشي. 
  6. الضغط على سلطات الاحتلال لاستعادة الترخيص اللازم لحصر الآبار الجوفية.
  7. تشجيع التعاونيات في هذه المنطقة.
  8. اقامة المعسكرات الكشفية وتوزيع الرحلات المدرسية لهذه المنطقة.
  9.  تشجيع  الاراضي  الزراعية المثمرة ودعمها من الناحية الاقتصادية وبحث إمكانية زراعة منتوجات زراعية  وأشجار مثمرة  الملاءمة لهذه النقطة.
  10. مساعدة المزارعين في تسويق منتجاتهم الزراعية.
  11. إنشاء مصانع المنتوجات الزراعية والاسمنت  والاسمدة والبذور والمشاتل.
  12. الدعم الحكومي للمزارع وتوفير كل ما يلزم من أدوات زراعية وتوفير شروط ميّسرة وتعويض خسائر المزارعين.
  13. إنشاء حديقة للحيوانات بهدف التشجيع لزيارة المنطقة.
  14. افتتاح مكاتب لوزارة الزراعة والمؤسسات الزراعية الأهلية.

 

إن عملية احياء مناطق الاوراق بهذه المشاريع ينبغي أن يكون على رأس أولويات النشاط الحكومي والشعبي والأهلي، وهو من شأنه أن يرفع من مستوى الكثافة السكانية ويوفر آلاف فرص العمل ويطور الانتاج الزراعي في هذه المنطقة ويحميها من المطامع الصهيونية.

العودة الى فوق

في العقدين الأخيرين انجذبت جماهير شعبنا للقطاعات الاقتصادية الأخرى على حساب قطاع الزراعة وهو ما أدى إلى اهمال الاراضي والاهتمام  بها واستصلاحها كما تزايدت اعداد الهجرة من الريف الى المدينة فهذا الواقع لا يخدم إلاّ الاحتلال ويسعى الى تكريسه من خلال سياساته المبرمجة لضرب الافكار الوطنية المتمسكة بالأرض وتعزيز الثقافة الاستهلاكية التي تضر بالنضال الوطني.

ان اهمال الارض والإنشداد الى المدينة على حساب الريف من شأنه ان يضعف صمود شعبنا  أمام المشاريع الاستيطانية ويترك الأرض عرضة لمطامع الاحتلال الساعية إلى قتل الارتباط الوجداني بين شعبنا وأرضه وهو ما يتعين علينا أن ننتبه إليه وإعادة تعزيز الثقافة الوطنية المرتبطة بالأرض ونقترح ما يلي:-

  1. تشجير كافة الجبال الجرداء
  2. شق المزيد من الأراضي الزراعية وخاصة المناطق الجبلية.
  3. ربط كافة القوة والمدن بالضفة بشبكة من الطرق وتعزيزها.
  4. الحفر بالآلات للوصول للعديد من ابار الجمع بالجبال
  5. استغلال سيولة الشتاء من خلال  البرك وخزانات المياه الكبيرة
  6. تطوير عيون المياه والينابيع ورفع طاقتها الانتاجية.
  7. تشجيع المزارع الحيوانية الكبيرة في الجبال
  8. تشييد المنتزهات والمطاعم وتحويل بعض القرى إلى منتجعات سياحية
  9. تشجيع التعاونات الزراعية في كل قرية
  10. اقامة المعسكرات الصيفية السنوية في جبال القرية
  11. تشكيل اللجان الشعبية في كل قرية بهدف مقاومة مشاريع الاستيطان وحماية الأرض
  12. تشجيع ثقافة الاقتصاد  المنزلي وزراعة كل مساحة ممكنة من الأرض وتربية الدواجن والأغنام والأبقار.
  13. احياء مناسبة يوم الارض في كل قرية بدلاً من المناشطات المركزية

اطلاق حملة حرر متراً مربعاً من الارض

ان اهمال الارض يعني تقدم الاستيطان، فحملة الاحتلال ،  تهدف إلى استفحال اليأس والهزيمة إلى الوعي الفلسطيني واجماع العالم بأن المشاريع الاستيطانية تحّول الجبال الجرداء إلى مناطق مأهولة تعج  بالخضرة والجمال والبيوت الجميلة ذات السطوح  الكرميدية الحمراء ومقارنتها مع القرى الفلسطينية البائسة، وهنا ينبغي إدراك هذه الحقيقة ويتعين علينا أن نقاتل على جبهة الوعي وعلينا أن نهزم المشاريع الاستيطانية ونعود للأرض ونقنع ونشجع كل من يظن أنه بمقدوره أن يساهم في عملية التحرير وجعلها ثقافة يومية تفجر الطاقات وتترك المجال للإبداعات بإطلاق حملة شعبية بعنوان حرر متراً مربعا من الأرض ونقترح ما يلي:-

  1. زراعة ملايين الاشجار كل عام بواقع شجرة  لكل فلسطيني.
  2. تشجيع البناء والعمران في المناطق المائية وتوفير الامكانيات التحسين اللازمة .
  3. بناء الفنادق والمدارس والكليات الجامعية في المناطق النائية.
  4. ترميم المعالم الأثرية  في الجبال وتشجيع زياراتها.
  5. تأهيل وترميم الكهوف الجبلية والمحافظة عليها كمعالم اثرية.
  6. تخصيص العطل الاسبوعية لخروج العائلات للتنزه  في الجبال.
  7. تشكيل لجان العمل التطوعي في كل قرية مهمتها مساعدة الأهالي على استصلاح الأراضي وزراعة الأشجار وقطف الزيتون واقامة المخيمات الصيفية وتنظيم المسابقات الرياضية.

 

الثقافة الوطنية لحماية الأرض

اعادة احياء الثقافة الوطنية المرتبطة في الأرض هي من اهم العناصر في عملية المقاومة الشعبية للاحتلال وهي عملية يجب ان تشارك فيها كافة قطاع شعبنا الرسمي والشعبي والاكاديمي والثقافي والحزبي والفنية ونقترح ما يلي:-

  1. تخصيص ساعة كمتطلب جامعي اجباري بعنوان العمل التطوعي تخصص بالعمل بالأرض.
  2. تخصيص حصة النشاط المدرسي الاسبوعي للعمل في الارض وتعليم التلاميذ على الزراعة .
  3. احياء المناسبات الوطنية (انطلاقات الفصائل ليوم الارض، يوم الاستقلال، ذكرى الشهداء) في الجبال والأراضي المهددة بالاستيطان.
  4. احياء المناسبات العامة (يوم الشهيد، يوم البيئة العالمي، يوم الطفل العالمي، يوم المرأة العالمي) من نشاطات وفعاليات تتركز في الارض المهددة بالاستيطان.
  5. انشاء الملاعب الرياضية في المناطق النائية.
  6. اطلاق اسماء القرى المدمرة في النكبة عن الشوارع والمراكز الثقافية للحفاظ على ذاكرة وطنية
  7. اقامة المعارض الفنية والتراثية في القرى، والاهتمام  بالأعشاب والازهار والحيوانات البرية والحفاظ عليها من الانقراض وتطبيقها  في كتب والنشاط والافلام.
  8. اصدار مجلة مطبوعة الكترونية تعنى بشؤون الأرض وتوثيق  كل الانشطة والفعاليات التي من شأنها ان ترفع مستوى الوعي الشعبي، وتفضح ممارسات الاحتلال ومشاريعه الهادفة للسيطرة على الارض الفلسطينية .

 

ان هذه المقترحات مجرد مساهمة بسيطة بهدف تسهيل   النضال الشعبي لحماية الارض وبدون تجسيد الشعارات الى واقع ملموس ستظل المناسبات الوطنية فارغة من محتواها ولن نصل الى عمليات التحرير الفعلي والوطن الا اذا تكاملت كافة الجنود المخلصة دفعاً عن الارض والوجود.