الإهمال الطبي أسلوب ممنهج للممارسة التعذيب

مقابلة مع الأسير محمود عصفور حول ظروف استشهاد رفيق دربه الشهيد ياسر حمدونة الذي استشهد بين يديه.

المصدر / مركزحنظلة للأسرى والمحررين

بصوت منتهج ينم عن محاولة صاحبه بأن يتماسك وهو يقص حكاية لم يقرأها في أدبيات الحركة الأسيرة،  أو في الصفحات اليومية الوحيدة التي تغطي مجمل واقع الحركة الأسيرة ومنها حكاية عاشها في كل تفاصيلها، ويبدأ الأخ المناضل محمود عصفور بسرد ما جاءت به ذاكرته من امتزاج للمآسي والأمل بالحرية والصمود.

ولد ياسر حمدونة في عام 1975 في قرية يعبد قضاء جنين وتعلم في مدارس الوكالة الثانوية، وعاش وسط أسرة تقليدية مثل باقي الأسر اللاجئة التي هجرت من النكبة عام 48 مكوّنة من أب وأم وأخ واحد وأختين.

        في ظل الانتفاضة الأولى اعتقل ثلاثة سنوات متنقلاً بين عدة سجون، وكوّن من خلالها عدة علاقات شخصية مع الأسرى المشبعين بروح الشباب الفلسطيني المناضل، إضافة إلى علاقته ومحيطه الاجتماعي سواءً في قريته يعبد أو في مكان عمله حيث عمل مزارعاً.

بعد ذلك التحق بمسيرة النضال مرة أخرى عند اندلاع الانتفاضة الثانية، وانضم إلى كتائب شهداء الأقصى، وعمل على استدراج رجل المخابرات المتخفي بصفة تاجر فحم لكونه  يعمل في مادة ينتجها من الفحم  إلى الموقع المحدد الذي قتلوه فيه.

اُعتقل في حزيران 2003 ونقل إلى سجن الجلمة، والتحقيق لمدة تسعين يوماً عانى خلاله من كل أصناف التنكيل النفسي والجسدي.

وتعرف ياسر على مرضه في فترة متقدمة من اعتقاله دون أي تشخيص ومواصلة عيادة "الشاباص" في الكشف عنه، إلى أن جاء الكشف متأخراً بعد أن استفحل المرض بعد أن كان بالإمكان تفاديه.

 عانى من البوسطة ذهابا وإياباً لفترة كافية لتثبت به قبل تمكنه من القيام بعملية القسطرة التي كشف من خلالها عن مرض القلب .

كونك عاشرت الشهيد ياسر حمدونة فما مدى نجاح الأدوية التي كانت تُصرف له؟؟

الأدوية كانت بلا جدوى ويظهر أن عيادة الشاباص لم تعطِ أي أهمية للحالة كما وباقي الحالات المرضية خلف القضبان.

كيفية تعامله الشخصي بالحياة ومدى تفاؤله بالعلاج؟

  • كان مصارعاً جداً لمرضه ومتفائلاً بقرب الحرية وبحتميّة الانتصار.

كيف كانت ردة الفعل من قبل محيطه الاعتقالي؟

بدأ كلامه عن وجود لوائح وقوانين ضابطة تحدد طبيعة وآليات الرد على هذه الجريمة، رغم حالة الغضب والحقد التي انتابت محيط الاعتقال الذي علقوا آمالهم وأوهامهم بحالة غليان، تعم الجسم الاعتقالي من الشمال إلى الجنوب لكنها لم تكن بمستوى هذه الجريمة للأسف.

  لكنه اكتفى في الختام بالتأكيد "  بأن كل من يعرفه وعاش معه أحبه وأحب عشرته  وأنا من الذين عايشوا الشهيد وأحببته وأحببت عشرته. ومازلت افتقده وهذا ليس إنشائياً أو أن الحديث يدور حول الشهيد بل أنه كذلك".