الأسير جلال الفقيه يتم عامه الـ13 في سجون الاحتلال ويعاني الأمرين "الإهمال الطبي ومنع الزيارة"

المصدر / مركز حنظلة للأسرى والمحررين

جوانب الصمود والنضال لشعبنا الفلسطيني كثيرة، اينما وجهت نظرك تجد عائلة شهيد هنا، ام جريح هناك، ابن اسير لا يقطع الأمل من رؤية والده، اصحاب بيوت مهدمة معنوياتهم في السماء، فهذا الشعب فُطر على المقاومة، وثقافة الصمود هي ثقافة اصيلة تسري في عروق ابناءه منذ الازل، فلم يعرف يوماً الاستكانة، ولا رضي بالمهانة.

قضية الأسرى دائماً وابداً كانت حاضرة منذ بداية صراعنا مع هذا المحتل الغاصب لأرضنا، في سجون الاحتلال الصهيوني هناك عشرات الآلاف من الحيوات المحتجزة خلف القضبان، وهناك عشرات الآلاف من النفوس المعذبة شوقاً ولوعاً لرؤية أبناءها المعتقلين وبشكل خاص اصحاب المؤبدات، فكم من أم توفيت قبل ان تكحل عينها برؤيها ابنها، وكم من طفل قد شب وكبر وهو لم ينعم بحنان والده الأسير، وكم من الفصول المؤلمة الموجودة بين ثنايا عائلات ابناء شعبنا الصامد.

"قبل ما أتمنى لابني بتمني لجميع الأسرى بالإفراج عنهم بهذه الكلمات بدأت محادثتنا مع والدة الأسير البطل "جلال حسام عاهد الفقيه" من قرية بورين في محافظة نابلس عند اتصالنا بها، كيف لا والأم هي المدرسة الأولى

في إطار محاولة "مركز حنظلة للأسرى والمحررين" تسليط بقعة الضوء على ما تعانيه عائلات الأسرى، وبشكل خاص اصحاب المؤبدات والمرضى، تواصلنا مع عائلة الفقيه والمعتقل في السجون الصهيونية يقضي حكماً بمؤبدين و35 عاماً لنشاطه في صفوف كتائب الشهيد أبو علي مصطفى الجناح العسكري للجبهة الشعبية، واتهامه بالمسؤولية عن عدد من العمليات الفدائية ضد قوات الاحتلال وقطعان مستوطنيه.

أم الأسير الفقيه بكت قليلًا، وأهدت سلامات كثيرة ، وقالت تخاطبه: "أنا يا جلال موقنة بأنكَ بطلٌ رائعٌ، وأشد على أيديكم جميعاً، والحرية لك ولجميع أسرانا." ارتجف صوتها وصمتت، وبعد دقيقة عاودت الحديث "لا ننام ولا نأكل، وحياتنا انقلبت رأساً على عقب، بعد تعرض جلال للتعذيب من قبل إدارة مصلحة السجون"، تابعت بحزن بدا واضحًا على صوتها "يعاني جلال من آلالام حادة في الظهر، وفي قدميه، وهو يعاني من الناصور، ويصعب عليه الجلوس والحركة، وتماطل إدارة مصلحة السجون علاجه لأكثر من عامين، سيزيد الأمر سوء"

من جانبها عبرت "حلا الفقيه" شقيقة الأسير ل"حنظلة" عن مدى حزنها العميق لعدم تمكنها من زيارة شقيقها، وأوضحت انها ممنوعة من قبل سلطات الاحتلال من الزيارة منذ ما يقارب 7 سنوات وتؤكد "تواصلنا مع الصليب الأحمر، ومنظمة اطباء بلا حدود، وطرقنا كل الأبواب لأتمكن من زيارة اخي والاطمئنان عليه وللأسف دون أي استجابة تذكر" وتضيف الفقيه "نحن نعرف اخبار اخي اما من اهالي الأسرى الآخرين او من الأخبار وقلبنا يعتصر ألماً شوقاً لرؤيته وقلقاً على وضعه الصحي"

وختمت شقيقة الأسير جلال بتوجهيها لمناشدة عبر مركز "حنظلة" لكافة الجهات والمؤسسات بضرورة التحرك العاجل والجدي على كافة الأصعدة للضغط على الاحتلال لإطلاق سراح الأسرى مع التأكيد على أهمية نقل ملف الأسرى لمحكمة الجنايات الدولية.

جدير بالذكر ان الأسير جلال الفقيه كان قد اتم عامه الـ13 بسجون الاحتلال بالأمس ويعاني من سياسة الإهمال الطبي ومنع الزيارات ويعيش ظروفاً صعبة جداً.